س1: ما هو رأي سماحة سيدنا ومرجعنا بصحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق (ع) :
(من بكى أو تباكى على الحسين (ع) وجبت له الجنة) ؟ |
ج1: نعم ورد في أحاديث متعددة ـ جملة منها معتبرة ـ الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (ع ) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه أو أنشد شعراً فتباكى عليه.
ولا غرابة في ذلك إذ الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم أنه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك أن العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضي به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار.
وبتعبير آخر : إن العمل الموعود عليه يمثّل نقطة استحقاق للجنة، وفاعلية هذه النقطة تماماً منوطة بأن لا يكون هناك نقاط مقابلة توجب استحقاق النار بارتكاب الأعمال التي أوعد عليها بها.
وأما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين (ع ) : فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان، ومن ثم فإن البكاء على الإمام (ع) يمثل الولاء الصادق للنبي (ص) وأهل بيته الأطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعا إليها واستشهد لأجلها، ومن المشهود أن حركته (ع) قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين، ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت (ع) بمثل هذه الأحاديث.
وأما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقاً به، ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى أن يستجيب قلبه وتتدفق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى أو تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبه عليه غير واحد منهم : العلامة المقرم (ره) في مقتل الحسين(ع). |
س2: تقام في منطقتنا العديد من المجالس الحسينية لعدد كبير من المآتم وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لشهادة سبط الرسول الأعظم (ص) وأصحابه الأبرار، وتفاعل المؤمنين وتفانيهم بحب أهل البيت (ع) جعلهم يدعمون المآتم وذلك بالمشاركة في المجالس الحسينية وتقديم الدعم المادي السخي والمعنوي لتلك المجالس. حيث تعقد العديد من المجالس في وقت واحد وفي أوقات متقاربة بالنسبة للمجموعات الأخرى وأغلب هذه المجالس تقدم وجبات الطعام (الأرز) وذلك منذ الصباح الباكر (الساعة ۷ صباحاً) إلى ما بعد الظهر (الساعة الثانية والنصف)، مما سبب حالة من رمي معظم هذا الأكل في أماكن النفايات. فما هو نظركم الشريف في ذلك؟ |
ج2: التبذير مبغوض ومحرّم شرعاً فلابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة للمنع منه ولو كان ذلك بالتنسيق بين أصحاب المآدب ليوفر من الطعام بمقدار ما يتيسر صرفه. |
س3: قد يقوم بعض المؤمنين في شهري محرم وصفر بل في عموم أيام المناسبات الحزينة ببعض الأعمال التي قد لا تكون مناسبة، منها على سبيل المثال: الزواج، الانتقال إلى بيت جديد، شراء أشياء جديدة كالأثاث والملابس وغيرها، والتزين في البدن واللباس، ابتداء مشاريع جديدة، وغير ذلك. فما هو الموقف الشرعي المناسب لذلك؟ |
ج3: لا يحرم ممارسة ما ذكر في أيام المناسبات إلاّ ما عُدَّ هتكاً كإقامة الفرح والزينة في اليوم العاشر.
نعم ينبغي أن لا ينفذ في أيام مصائب أهل البيت (ع) وحزنهم ما لا يوقعه الإنسان عادة في أيام حزنه ومصابه بأحبائه إلاّ ما اقتضته الضرورة العرفية، فيختار وقتاً أبعد عن المساس بمقتضيات العزاء والحزن. والله الموفق. |
س4: هناك بعض الأقراص الحسينية (الليزرية) يظهر فيها بعض الشباب من دون ارتداء القميص فهل يجوز للنساء مشاهدة تلك الأقراص؟ |
ج4: لا يجوز للمرأة النظر إلى ما لا يتعارف النظر إليه من بدن الرجل مثل الصدر والبطن ونحوهما على الأحوط. |
س5: ما حكم فتح الأماكن التجارية في أيّام تاسوعاء وعاشوراء أبي الأحرار سلام الله عليه؟ |
ج5: إذا عدّ نوعاً من عدم المبالاة بما جرى على أهل البيت (ع) في هذين اليومين الحزينين فلا بدّ من تركه. |
س6: يقام العزاء الحسيني في منطقتنا على طريقة العزاء البحريني، بمعنى احتواء العزاء على أطوار أو ألحان مختلفة ولربما شابه أحد هذه الألحان الغناء المتعارف في مجالس اللهو أو في غيرها فهل يجوز استعمال هذه الألحان والأطوار في العزاء الحسيني أم لا؟ |
ج6: إذا لم يعلم كون تلكم الألحان من الألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب جاز استخدامها في قراءة التعزية ، وإذا علم ذلك لم يجز. |
س7: ما حكم استعمال الطبل والبوق ونحوهما من الآلات في مواكب العزاء؟ |
ج7: لا مانع من استخدامها في مواكب العزاء ونحوها على الطريقة المتعارفة مع كونها من الآلات المشتركة وليس من آلات اللهو المحرم. |
س8: هل يجب قطع التعزية (العزاء/الموكب) والمبادرة إلى الصلاة (الظهر مثلاً) عندما يحين الوقت؟ أو إتمام مراسم التعزية؟ وأيهما أولى؟ |
ج8: الأولى أداء الصلاة في أول وقتها، ومن المهم جداً تنظيم مراسم العزاء بنحو لا يزاحم ذلك. |
س9: هل يفضل الخروج بموكب العزاء مبكراً بثلة قليلة من المعزّين والانتهاء قبل وقت صلاة الفريضة أو الانتظار ليتجمع المعزين متأخرين عندها يصادف وقت الفريضة قبل إتمام مراسم العزاء؟ |
ج9: يمكن الانتظار إلى حين تجمع عدد اكبر من المعزين ولكن ينبغي قطع مراسم العزاء حين دخول وقت الصلاة لأدائها ثم الاستمرار فيها بعد ذلك. |
س10: هل يجوز لقارئة العزاء (وكذا الأناشيد الإسلامية) إسماع صوتها للرجل الأجنبي؟ وهل يجوز له الاستماع لصوتها؟ أو السماع غير المتعمد كما لو أقيم مجلس للنساء عند الجيران وهو في بيته؟ |
ج10: يجوز لها إسماع صوتها للأجنبي إذا كان خالياً عن الترقيق والتحسين المهيج له.
ويجوز له الاستماع إلى صوتها مع عدم التلذذ الشهوي والريبة، ولم يخف على نفسه الوقوع في الحرام.
وينبغي الاحتياط في مواضع الشك، بل الأولى عدم الإسماع والاستماع من غير ضرورة والله العاصم. |